اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 109
فإن كان العلم مضافًا، أفردوا اللقب، كقولهم: "عبدُ الله بَطَّةُ"، ليصير بمنزلة "أبي بكر زيدٍ"، فيكون من قبيل عطف البيان. فـ "عبدُ الله" كـ "أبي بكرٍ" و"بَطَّةُ" كـ "زيد"، فلم يخرج عن حدّ استعمالهم.
فصل [العلم المختصّ بالحيوان]
قال صاحب الكتاب: "وقد سمّوا ما يتخذونه, ويألفونه, من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم, وغير ذلك, بأعلام, كلُّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه, يعرفونه به؛ كالأعلام في الأناسيّ, وذلك نحو: أعوج, ولاحق, وشدقم, وعليانَ, وخطَّة, وهيلةَ, وضمرانَ, وكسابِ".
* * *
قال الشارح: اعلم أن الأعلام وُضعت على الأشخاص، ليتميّز بعضُها من بعض. والأشخاصُ على ضربَيْن: أدميّةٌ وغيرُ أدميّة.
فالأدميّةُ قد تقدّم شرحُها. وغيرُ الأدميّة على ضربَيْن: منه ما يُتّخذ ويؤلَف كالخيل والإبل والغنم والكلاب، فيحتاجون إلى التمييز بين أفراد ذلك الجنس، فوضعوا لها أعلامًا، ليمتازَ كلُّ شخص باسم ينفرد به كالأناسيّ. وذلك نحو: "أَعْوَجَ" وهو فرسٌ مشهورٌ للعرب، كان في الجاهليّة سابقًا يُنسَب إليه الخيل الأعوجيّة. قال الشاعر [من الطويل]:
54 - نَجَوْت ولم يَمْنُنْ عليك طلاقةً [1] ... سِوَى جَيّدِ التقريبِ مِن آلِ أعْوَجا
54 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 117؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 102؛ ولسان العرب 11/ 30 (أهل)، 11/ 37 (أول).
شرح المفردات: الربذ: الخفيف في المشي. التقريب: ضرب من السَّير. أعوج: فرس مشهور.
الإعراب: "نجوت": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "ولم": الواو: حالية، "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "يمنن": فعل مضارع مجزوم بالسكون. "عليك": جارّ ومجرور متعلقان بالفعل "يمنن". "طلاقة": مفعول مطلق- لفعل محذوف- منصوب بالفتحة. "سوى": فاعل "يمنن" مرفوع بضمة مقدّرة على الألف للتعذّر، وهو مضاف. "جيد": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "التقريب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "من آلِ": جارّ ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"جيد التقريب"، و"آل": مضاف. "أعوجا": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. والألف للإطلاق.
وجملة "نجوت". ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "لم يمنن": في محلّ نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "آل أعوج" حيث جعل "أعوج" اسمًا علمًا لفرس مشهور، وجعل سلالته "آله". [1] في الطبعتين: "ولم تمنن عليك طلاقةٌ"، تحريف، وقد صوّبتها طبعة ليبزغ في جدول التصويبات ص 903.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 109